قد تختلف قوة وفعالية إبداع وابتكارالفرد من مجتمع إلى آخر و من بيئة الى أخرى وذلك حسب الظروف المحيطة بالفرد في ذلك المجتمع وتلك البيئة سواء في العمل أوعلى مستوى حياة الفرد نفسه، هناك عوامل إجتماعية تؤثر على قدرة ونشاط الفرد الإبداعي.
إن الله سبحانه وتعالى حينما قال في كتابه العزيز ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) أي خلق إنسانا مبدعا وأعطاه القدرات والإمكانيات ليكون مبدعا في حياته، فكلنا مبدعون في محيطنا ومجتمعنا ولكن هناك عوامل إجتماعيه تؤثرعلى قدرتنا الابداعية ، سنتطرق في هذا المقال بصورة مختصرة إلى أهم العوامل التى تؤثر على نشاط الفرد الابداعي .
يعتبر المجتمع وعاءً كبيراً تتفاعل داخله عناصر مختلفة منها الثقافية، والاقتصادية، والدينية، والسياسية، والتعليمية وغيرها التي يتشكل منها المناخ العام للمجتمع ويتميز بها عن غيره من المجتمعات, فهو منظومة تضم الأسرة والمدرسة ومختلف المؤسسات. وبالتالي فإن المحيط الداعم المعزز – الذي يوفر الأدوات والأماكن والبرامج التربوية المتخصصة- قد يساعد ّالطلبة على اكتشاف مجالات تميزهم وإبداعاتهم، وبالتالي يُمكن كل فرد من العمل وإنتاج الأفضل له وللآخرين وللمجتمع.
من أهم العوامل المجتمعية التى تؤثر على إبداع الفرد أولا هو تقدير المجتمع للإنجازات الإبداعية فكثير من الإنجازات لم تحظى بالتقدير في أثناء قيام أصحابها بها وهذا له تاثير سلبي على نشاط الفرد الإبداعي وبالتالي ينخفض معدل الإبداع في المجتمع.
ثانيا هو توفر استراتيجية واضحة على المستوى المجتمعي للكشف عن المبدعين وتوفير برامج لرعايتهم في مراحل التعليم المدرسي والجامعي وهذه الاستراتيجية تضمن لنا تشكيل طبقة من المبدعين في المجتمع في مختلف المجالات نستطيع الرجوع لها في أي وقت لإيجاد حلول لمختلف المشكلات سواء الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
ثالثا تقبل المجتمع عملية التجديد والتغيير وتجربة أفكار جديدة من المبدعين لتجربتها حيث أن مجرد التشجيع على الإبداع لا يكفي، بل يجب على المجتمع أن يكون مستعدا لتقبل الأفكار الابداعية ودراسة الأفكار المقدمة بشكل علمي قبل أن تأخذ مسارها إلى التطبيق والترجمة على شكل مشروعات مفيدة للمجتمع.
رابعا توفر الأمان النفسي والحرية في التعبير عن النفس والأفكار في مختلف المجالات وهذا يؤدي الى انطلاق المبدع بأفكاره وأطروحاته بطمأنينة وتقديم حلول شاملة.
وفي النهاية نتطلع الى مشاهدة أفكار ابداعية متنوعة في المجتمع تصب في تنمية وازدهار المجتمع .
بقلم الأستاذ / عبدالله أحمد قمبر البلوشي
