في أحد أحياء الإمارات، وُلد حمد الحمادي، طفلًا صغيرًا مليئًا بالأحلام، لكن رحلته في الحياة بدأت بتحدٍ لم يكن سهلًا. وُلد حمد مصابًا بشلل الأطفال، مرض قيّد جسده لكنه لم يستطع أن يقيد روحه. فمنذ صغره، كان لديه شغف كبير للحياة وإصرار على أن يصنع لنفسه مكانة بين الجميع، رغم كل ما قد يبدو مستحيلًا.
كبر حمد وهو يدرك أن الحياة لن تكون سهلة، لكن قلبه كان مليئًا بالألوان، وعقله مليئًا بالأفكار. وجد في الرسم ملاذًا، وفي الألوان صوتًا يتحدث عن آماله وطموحاته. بدأ يرسم بعزم وإبداع، يضع فرشاته على الورق وكأنها ترسم حياة جديدة، مليئة بالتفاؤل. لوحاته لم تكن مجرد صور، بل رسائل تحمل قوة الأمل والتحدي، رسائل تقول للعالم: “لا شيء مستحيل إذا آمنت بنفسك.”
لم يكن حمد فنانًا عاديًا، بل كان مبدعًا بأسلوبه المميز. كانت لوحاته تحمل عمقًا إنسانيًا يلمس القلوب، ويعبّر عن قضايا المجتمع، عن الوطن، وعن الإنسان. رغم أن قدميه لم تحملاه يومًا، إلا أن لوحاته كانت تحمل رسالته إلى كل مكان. أصبح معروفًا في كل المناسبات والاحتفالات الوطنية، دائم الحضور بابتسامته التي تسبق كلماته، وروحه التي تبث الحماس في كل من حوله.
حمد لم يترك إعاقته تعرّفه، بل عرف نفسه بما يقدمه للعالم. أسلوبه في طرح المواضيع كان استثنائيًا؛ كان يرسم الحياة كما يراها، مليئة بالتفاصيل التي نغفل عنها. في كل مناسبة وطنية، كان حاضرًا ليقول: “هذا وطني وأنا جزء منه، بطريقتي وبإبداعي.”
اليوم، يُعد حمد الحمادي نموذجًا ملهمًا لكل شخص يعتقد أن الظروف يمكن أن تكون عائقًا. حمد هو الدليل الحي على أن النجاح ليس حكرًا على من يمتلك القوة الجسدية، بل هو نصيب من يمتلك الإصرار والقوة الداخلية.
من خلال قصته، نتعلم أن التحديات ليست نهاية الطريق، بل بداية لرحلة مختلفة. يقول حمد دائمًا: “الحياة قد تكون مليئة بالصعوبات، لكنها أيضًا مليئة بالفرص. نحن فقط بحاجة إلى أن نؤمن بأنفسنا.”
كل من يقابل حمد أو يرى أعماله يخرج بروح جديدة، مليئة بالأمل. لأنه إذا كان حمد قد استطاع أن يحول إعاقته إلى مصدر إلهام، فما الذي يمنع أي شخص آخر من أن يحقق أحلامه؟
رسالة المقال:
حمد الحمادي يذكّرنا جميعًا بأن العجز الحقيقي ليس في الجسد، بل في الروح التي تستسلم. وكلما تذكرت قصته، تذكر أنك تملك القوة لتصنع مستقبلك، مهما كانت التحديات
شيخة الحمادي
معلمة تربية خاصة /دكتوراه فخرية في المسؤولية الاجتماعية