نظمت جمعية الإمارات للإبداع، مساء أمس الاثنين، مجلسا رمضانيا بعنوان ( الإبداع في العمل الخيري)، وذلك بهدف تسليط الضوء على الآليات والوسائل الإبداعية الحديثة في تنفيذ العمل الخيري بمختلف جوانبه.
حضر المجلس الرمضاني الذي عقد في مجلس سعادة الشيخ الدكتور خالد بن حميد القاسمي رئيس مجلس إدارة الجمعية، وقدمه فضيلة الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي، بمنطقة الجرينة بالشارقة، الدكتور فيصل الحمادي نائب رئيس مجلس الإدارة، وأعضاء المجلس خالد المرزوقي، والدكتورعبدالسلام الحمادي ، وعمر النقبي، وخليفة الحوسني، وهدى المنصوري رئيس قسم سعادة المجتمع، بالإضافة لعدد من المهتمين والمتخصصين في مجال العمل الخيري وممثلي وسائل الإعلام.
ورحب الشيخ خالد القاسمي بالدكتور عزيز بن فرحان العنزي والحضور، مؤكدا أن جمعية الإمارات للإبداع، دأبت على تنظيم مجالسها الرمضانية بشكل سنوي، والتي تتناول أهم القضايا الحياتية والاجتماعية،وتتناولها بطريقة إبداعية مبتكرة، تضفي جمالية خاصة عليها، وتقدم حلولا ومقترحات لها.
من جانبه أثنى الشيخ عزيز بن فرحان العنزي، خلال الجلسة الرمضانية التي أدارها عضو مجلس الإدارة خالد المرزوقي ، على اختيار موضوعها والجهات الإعلامية المشاركة فيها، لافتا أن الإسلام قد حثّ على عمل الخير ، دون حصره في مجال معين، بل شمل كل ما فيه إيصال الخير لأفراد المجتمع سواء كان عملا قوليا أو بدنيا أو فكريا أو ماليا.
وأشار أن الإبداع في العمل الخيري، قد ظهر في الآونة الأخيرة من خلال أساليب وطرق مستحدثة وغير تقليدية، لحثّ الناس على البذل والعطاء، وخاصة في ظل هذه الثورة التقنية الهائلة، مطالبا الجمعيات والمؤسسات الخيرية بمواكبة هذه التوجهات الجديدة، والاستفادة من التطور العلمي والمعرفي في استحداث طرق وآليات جديدة في عملها.
ونوه الشيخ العنزي أن هنالك طرق جديدة لعمل الخير وهي قد تمر بمراحل، أولاها العصف الذهني من خلال اجتماع مجموعة من المبدعين والمتخصصين، يصلوا من خلاله الى رأي موحد يصبح أساسا للعمل الخيري، وفي المرحلة الثانية يأتي التمحيص والنظر واستبعاد كل مالا فائدة منه، ثم توضع الاستراتيجيات التي ينبى عليها العمل الخيري، وبعد ذلك تأتي مرحلة الاستدامة، وهي سنةّ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، من خلال الوقف الخيري، حيث كان يلهب حماس الصحابة والناس لبذل المعروف والصدقات، وقد وقف الكثير من الصحابة أموالهم وممتلكاتهم للمسلمين. وقال جابر رضي الله عنه : “لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذو مقدرة إلا وقف” ، وقد كان أول من وقف في الإسلام هو الصحابي الجليل وخليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه. وعثمان بن عفان والذي استحق لقب المحسن الكبير.
وأشار أن لعمل الخير آثاراً إيجابية ومردوداً عظيما، كنشر المحبة والتآلف بين أفراد المجتمع، وتعزيز التكافل بين مختلف شرائحه، كما أنه يسهم في بث الأمن والاستقرار والطمأنينة في نفوس الفقراء، لما يلقونه من رعاية من الحكومة والأفراد عبر الدعم المقدم لهم.
وأشاد الشيخ العنزي بجهود حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، في إطلاق الحملات الخيرية الكبيرة ،لدعم جهود مساعدة وإنقاذ الدول والشعوب المنكوبة في مشارق الأرض ومغاربها، حيث باتت مثالا يحتذى في هذا المضمار.
وأوصى في ختام المجلس الرمضاني، بوضع استراتيجيات للعمل الخيري، واستثمار قنوات ووسائل التواصل الاجتماعي التي حلّت محل المحطات الفضائية ووسائل الإعلام التقليدية الأخرى، في نشر وفهم أهداف وطرق العمل الخيري، والاستفادة من أصحاب الخبرة لتقديم تجاربهم ومبادراتهم الإبداعية في هذا السياق.