وقفة مع الذات

في ديمومة الحياة، تجد ذاتك في قواميس مبهمة قد تجرك أحياناً إلى اللامفهومية ؛لتبرهن بأنك أسيراً لأمور لم تكن تجاري كيانك الرفيع.

هي تبدو كأعمدة لقوانين سطرت لتجبرنا أن نكون مقيدين لها، كأن نتجرد من حقوقنا لنتساير وفق ما يرغب به الآخرين.

هل تساءلت يوماً عن السبب الذي جعلك تعتنق حروف الصمت في موقفٍ كان ينبغي عليك أن تصرخ بأعلى صوتك كي تبرهن لمن هم حولك عن انتصارك في موقفٍ حتم عليك أن تكون ضحية مهمشة؟!

كثيرة هي مواقف الحياة التي ترغمنا على أن نظل لها صامدين دون حراك، فرغم رغبتنا أحياناً بالدخول في معركة قد لا نجد نهاية لها إلا أننا في الأخير يتوجب علينا أن نعلن الإستسلام، ليس لنخبر الآخرين بمدى الضعف الذي يعترينا ولكن لكي لا ترغمنا تلك المعارك أن نتجرد من إنسانيتنا ؛ لنثبت لمن هم حولنا بأننا دائماً على حق.

علمتني الحياة دروساً عدة وأولها : أن لا أرهق نفسي جاهدة في التبرير لمن تعمد إساءة فهمي، فذاتي تستحق أن أمنحها كل أولوياتي، فلما أجلب لها كل ما يشقيها؟!

علمتني الحياة أن أقدس ذاتي من خلال منحها السعادة الأبدية دون تسولها من الآخرين وأن أعتنق العزلة التي جعلتني بعيدة عن ضجيج البشر.
هي عزلة مع أنغام الأمان الذي صنعته في عالمٍ يشوبه الفزع.

عزيزي القارئ: لا تدع ظروف الحياة تهزمك مهما بدت لك عكس ما تريد، كن قوياً من أجل ذاتك أولاً ومن أجل من يرى جمال الحياة بقربك، فلا يوجد في هذه الحياة ما يسمى بالكمال، ولكن إياك وأن تستسلم ، بل جاهد حتى تبرهن لمن حولك بأنك لست بهامش كما يظن البعض، بل أنت مثال يقتدى به الكثيرين، لذا كن أنت .

بقلم الكاتبة والمدربة:
عائشة علي الشحي